Fit & Health Guide Fit & Health Guide
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

ما هو الربو الناجم عن الجهد البدنى ؟


هو حالة من ضيق التنفس ناتجة عن تقلص الشعب أو الشعيبات التنفسية داخل الجهاز التنفسي، ويحدث عادة هذا الضيق في التنفس في نهاية الجهد البدني العنيف أو مباشرة بعد الانتهاء منه لدى الأشخاص المعرضين للإصابة به. وقد يستمر هذا الضيق خلال العشر الدقائق الأولى التي تلي الجهد البدني، وغالباً ما تنخفض شدته تدريجياً بعد 15- 45 دقيقة من الانتهاء من الجهد. ويعتمد شدة حالة الربو هذه على شدة الجهد البدني المبذول، ومدته، وبرودة الهواء المستنشق، ومقدار تلوث الهواء المحيط، وقد لا يظهر على الشخص الذي يعاني من حالة الربو الناجم عن الجهد البدني أعراضاً واضحة لضيق التنفس أكثر من كحة متكررة تنم عن وجود مثل هذه الحالة .

لمن يحدث الربو الناجم عن الجهد البدني؟

يعد الربو الناجم عن الجهد البدني أمراً كثير الحدوث لدى الأطفال والكبار على حد سواء. وهو يحدث لدى المصابين أصلاً بالربو وكذلك غير المصابين به. وتشير الإحصائيات إلى أن ما يعادل 35- 45 % من الأطفال غير المصابين أصلاً بالربو يحدث لديهم نوبات الربو الناجم عن الجهد البدني بصورة أو بأخرى أثناء ممارسة الجهد البدني أو بعده مباشرة. أما المصابون بالربو فتبلغ نسبة حدوثه لهم أثناء الجهد البدني من 70- 90 %. والاعتقاد العام لدى العديد من المختصين أنه يمكن للمصاب بالربو الناجم عن الجهد البدني المشاركة في الأنشطة والمنافسات الرياضية بكل ثقة وأمان إذا أتبع الإرشادات الصحية للطبيب المختص.

وللمعلومية، فمع المتابعة الطبية، يمكن للرياضي الذي يعاني من الربو الناجم عن الجهد البدني المشاركة في المسابقات الرياضية بكل ثقة وأمان، حيث تشير الإحصائيات إلى إن حوالي 20 % من الرياضيين المشاركين في الدورات الأولمبية الصيفية كانوا مصابين بالربو الناجم عن الجهد البدني، وبالرغم من ذلك فقد تمكن العديد من هؤلاء الرياضيون مع العناية الطبية من الحصول على ميداليات أولمبية في تلك الدورات.

ما هي أعراض الربو الناجم عن الجهد البدني؟

تتمثل أعراض الربو الناجم عن الجهد البدني في كحة وصفير في مجاري التنفس، مع ضيق في التنفس في نهاية الجهد البدني العنيف الذي يستمر لعدة دقائق، أو بعد التوقف عن الجهد مباشرة. ويعتقد أيضاً أن هذه الأعراض قد تظهر مرة أخرى بعد حوالي 3- 6 ساعات من الانتهاء من الجهد البدني لدى حوالي 30 % من الأشخاص المصابين بالربو الناجم عن الجهد البدني، حيث تسمى هذه النوبة بالنوبة المتأخرة.

ولا بد من التنبيه هنا إلى أن حالة كحة فقط، قد تظهر مع ممارسة الطفل للجهد البدني أو بعد الانتهاء منه وتستمر لعدة دقائق، تعد كافية لأن تكون مؤشراً للإصابة بالربو الناجم عن الجهد البدني، وقد لاحظنا تلك الأعراض بوضوح من خلال قيامنا بإجراء اختبارات اللياقة البدنية على الأطفال في مختبر فسيولوجيا الجهد البدني بجامعة الملك سعود، حيث لا يذكر أولياء الأمور في البداية أن أبنهم مصاباً بالربو المصاحب للجهد البدني عند اجابتهم على استمارة الموافقة على إجراء اختبارات الجهد البدنيلأبنهم في المختبر، لكننا نكتشف إصابتهم بتلك الاعراص بعد القيام باجراء اختبارات اللياقة البدنية لهم.

 ويوضح  أهم الأعراض التي قد تشير إلى احتمالات حدوث الربو الناجم عن الجهد البدني.

 

العرض

· كحة، أو صفير في الشعب الهوائية، أو ضيق في التنفس يحدث أثناء الجهد البدني أو بعده بفترة قصيرة.

· الشكوى من انخفاض القدرة على القيام بالجهد البدني.

· الشكوى من ضعف اللياقة البدنية.

· الشعور بالتعب واللهاث غير الطبيعي أثناء الجهد البدني.

· الأعراض تنخفض في الجو الرطب أو أثناء السباحة.

· تكرار الإصابة بنزلات البرد.


كيفية تشخيص حالة الربو الناجم عن الجهد البدني؟

يمكن للطبيب المعالج أن يشخص حالة الربو الناجم عن الجهد البدني مبدئياً من خلال التاريخ المرضي للشخص ومن ثم تأكيد التشخيص بإجراء اختبارات الوظائف التنفسية (PFT) قبل الجهد البدني ثم بعده. ويتم ذلك من خلال انخفاض معدل الحجم الزفيري القسري عند الثانية الأولى (FEV1) بمقدار 10% فأكثر بعد القيام بالجهد البدني مقارنة بما قبله. ويتطلب القيام بهذا الاختبار إجراء مناورة للوظائف التنفسية وذلك باستنشاق أكبر كمية من الهواء ثم إخراجها في أسرع زمن ممكن، بعد ذلك يتم حساب مقدار حجم الهواء الذي خرج في الثانية الأولى من المناورة.

وعلى الرغم من وجود بعض الآراء التي تطالب باستعمال نسبة انخفاض أقل من 10% كمعيار للتشخيص لدى الرياضيين، إلا أن اللجنة الطبية في اللجنة الأولمبية الدولية تعتبر انخفاضاً مقداره 10% فأكثر في معدل الحجم الزفيري القسري عند الثانية الأولى بعد القيام بالجهد البدني مقارنة بما قبله دليلاً على وجود حالة الربو الناجم عن الجهد البدني لدى الرياضيين المشاركين في الدورات الأولمبية الشتوية. ومن المعلوم أن مستوى النشاط البدني (أو اللياقة البدنية) للشخص ليس له تأثير على نتيجة اختبارات الكشف عن الربو الناجم عن الجهد البدني، طبقاً لدراسة حديثة أجريت على الأطفال الذين بلغ متوسط أعمارهم 12.9 سنة.

الأسباب المؤدية إلى حدوث الربو الناجم عن الجهد البدني:

هناك أسباب متعددة تقود إلى حدوث الربو الناجم عن الجهد البدني، إلا أن الاعتقاد السائد هو أن استنشاق الهواء الجاف بمعدل تهوية رئوية مرتفع، كما هو الحال أثناء الجهد البدني العنيف، يقود إلى ضيق في المجاري التنفسية، مما يؤدي إلى حدوث الكحة وإفراز البلغم في المجاري التنفسية، كل ذلك يحدث بسبب إفراز مادة الهستامين نتيجة لجفاف المجاري التنفسية، والمعروف أن مادة الهستامين تهيج المجاري التنفسية وتحرضها على التضيق. كما أن برودة الهواء المستنشق تسهم بتضيق المجاري التنفسية نتيجة لاستجابة الأوعية الدموية في تلك الممرات التنفسية وتورم الأغشية المبطنة للمجاري التنفسية كرد فعل على مرور هذا الهواء البارد.

ويُضاف إلى ما سبق من أسباب مؤدية إلى حدوث الربو الناجم عن الجهد البدني عنصر الالتهاب الحاصل لأغشية المجاري التنفسية لدى الأفراد المصابين أصلاً بالربو.

ومن الملاحظ كثرة انتشار حالات الربو الناجم عن الجهد البدني لدى الرياضيين المشاركين في الرياضات التي يتم خلالها القيام بجهد بدني عنيف ويزداد معدل التهوية الرئوية فيها، كالجري التحملي، والسباحة التنافسية، وكرة القدم وكرة السلة، وكذلك في الرياضات التي يتزامن فيها حجم التهوية الرئوية المرتفع وبرودة الهواء المستنشق، كرياضة الهوكي على الجليد، ورياضات التزلج. وينخفض معدل انتشار الربو الناجم عن الجهد البدني في الرياضات التي لا تتطلب حجماً مرتفعاً من التهوية الرئوية مثل الكرة الطائرة، وتنس الطاولة، ورفع الأثقال، والبلياردو، والجولف.

هل يمكن للأطفال المصابين بالربو الناجم عن الجهد البدني المشاركة في الأنشطة الرياضية؟

نعم يمكنهم من القيام بذلك مع العناية الطبية الملائمة، لكن لا بد أولاً أن نؤكد على أهمية اكتشاف حالة الربو الناجم عن الجهد البدني مبكراً وعرضها على الطبيب المختص، حتى يتم تلقي العلاج المناسب والإرشادات الملائمة.

ويكتسب الأمر أهمية خاصة لدى الأطفال في المراحل الدراسية الأولى، حتى لا يتم حرمانهم من المشاركة في الأنشطة الرياضية وخاصة المدرسية منها، الأمر الذي يجعلهم يتجنبون المشاركة، مما يولد لديهم عقدة الشعور بالنقص، ويؤدي إلى تدني لياقتهم البدنية من جراء الخمول البدني، وبالتالي زيادة احتمالات إصابتهم بالسمنة.

إرشادات للمصابين بالربو الناجم عن الجهد البدني:

-        ينبغي أولاً استشارة الطبيب المختص، وإتباع إرشاداته.

-        يساعد إجراء تمرينات الإحماء قبل أداء الجهد البدني على خفض حالات حدوث الربو الناجم عن الجهد البدني.

-        تجنب ممارسة النشاط البدني في الجو البارد، أو في وجود تيار هوائي. كما تساعد عملية التنفس من الأنف (أثناء الجهد البدني المنخفض إلى المعتدل الشدة) في تدفئة وترطيب الهواء الداخل إلى الرئتين، ويمكن في حالات الجو البارد جداً استخدام كمامة خاصة توضع على الأنف والفم لتدفئة الهواء المستنشق قبل دخوله إلى المجاري التنفسية.

-        تعد السباحة أفضل من ممارسة الجري للمصابين بالربو الناجم عن الجهد البدني، نظراً للرطوبة المتوفرة أثناء السباحة.

-        يزداد حدوث حالات الربو الناجم عن الجهد البدني عندما تكون شدة الجهد البدني مرتفعة، لذا يستحسن بذل جهداً بدنياً معتدل الشدة.

-        تجنب ممارسة النشاط البدني بالقرب من الأماكن الملوثة الهواء، وخاصة بالقرب من الشوارع العامة المزدحمة بالسيارات، نظراً لخطورة ما تنفثه عوادم هذه السيارات من ملوثات في الجو، ومنها ثاني أكسيد الكبريت الذي يؤدي ارتفاع تركيزه على حدوث تقلصات في الشعب الهوائية داخل الرئتين، وبالتالي إلى الشعور بصعوبة في التنفس، كما أن غاز الأوزون الموجود في المناطق المزدحمة بالسيارات يُعد مهيجاً للمجاري التنفسية.

-        يمكن للمصابين بالربو الناجم عن الجهد البدني، بناء على إرشادات الطبيب، استخدام بعض الأدوية وخاصة البخاخات الموسعة للشعب التنفسية، قبل بدء ممارسة النشاط البدني بحوالي 15- 30 دقيقة، مما يساعد في منع حدوث حالات الربو الناجم عن الجهد البدني أو تخفيف حدتها في حالة حدوثها.

عن الكاتب

Fit & Health Guide

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

Fit & Health Guide